ارتفاع أسعار النفط بنسبة 13% ومخاوف من نقص حاد في الإنتاج

ارتفعت أسعار النفط بنسبة 13% ومخاوف من نقص حاد في الإنتاج ، تحوّل تركيز أسواق النفط العالمية من وفرة وشيكة في المعروض إلى مخاوف من نقص حاد، بعد الضربات الإسرائيلية على إيران ورد طهران.

أسعار النفط.. زيادة 13%

وقفزت أسعار النفط بنسبة تصل إلى 13%  الجمعة، لتبلغ أعلى مستوياتها منذ يناير، مدفوعة باحتمالات اضطرابات كبرى في إمدادات الطاقة من منطقة الشرق الأوسط.

وبحسب محللين ومراقبين لمجموعة أوبك بلس، فإن أحد أبرز أسباب هذا القلق هو محدودية الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى التحالف، والتي تكاد توازي الإنتاج الإيراني الحالي البالغ حوالي 3.3 مليون برميل يوميًا، بينما تبلغ صادراته أكثر من مليوني برميل يوميًا من النفط والوقود.

زيادة إنتاج النفط

ووفقًا لمصادر في القطاع تحدثت إلى رويترز، فإن السعودية والإمارات هما الوحيدان القادران على زيادة الإنتاج بسرعة، بما يعادل نحو 3.5 مليون برميل يوميًا إضافية، وهو رقم يعادل تقريبًا احتياطي الإمدادات العالمي.

وحتى الآن، لم تتأثر الإمدادات الإيرانية فعليًا بالضربات الإسرائيلية، لكن احتمالات استهداف منشآت النفط في إيران -مصدر الإيرادات الرئيسي لطهران- كانت كافية لدفع أسعار خام برنت للارتفاع بنحو 7% في آخر التعاملات ليتجاوز 74 دولارا للبرميل.

 

تعد أسعار النفط العالمية من أكثر المؤشرات الاقتصادية حيوية وتأثيراً، فهي تتغير باستمرار وتتأثر بمزيج معقد من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية والعرض والطلب. هناك معياران رئيسيان للنفط الخام يتم تداولهما عالمياً ويستخدمان كمؤشرات للسوق:

  • خام برنت (Brent Crude): وهو المعيار الأكثر شيوعاً في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، ويُستخرج أساساً من حقول بحر الشمال.
  • خام غرب تكساس الوسيط (WTI – West Texas Intermediate): وهو المعيار الرئيسي للنفط الخام في الولايات المتحدة الأمريكية.

الأسعار الحالية (اعتبارًا من 13 يونيو 2025):

  • خام برنت (Brent Crude): حوالي 75.18 دولار أمريكي للبرميل.
  • خام غرب تكساس الوسيط (WTI): حوالي 73.18 دولار أمريكي للبرميل.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الأسعار هي أسعار العقود الآجلة لتسليم أقرب شهر، وقد تختلف الأسعار الفعلية للتسليم الفوري قليلاً. هذه الأسعار تعكس تداولات يوم الجمعة 13 يونيو 2025، وقد تتغير عند بدء التداولات الأسبوعية.

العوامل الرئيسية المؤثرة على أسعار النفط العالمية:

  1. العرض والطلب العالمي:

    • الطلب: يتأثر بالنمو الاقتصادي العالمي. كلما نما الاقتصاد العالمي، زاد النشاط الصناعي والنقل، وبالتالي زاد الطلب على الطاقة. التباطؤ الاقتصادي أو الركود يقلل من الطلب ويضغط على الأسعار للانخفاض. توقعات نمو الطلب في الأسواق الناشئة، خاصة آسيا (باستثناء الصين واليابان) والشرق الأوسط وإفريقيا، تُعد محركًا مهمًا.
    • العرض: يتأثر بقرارات الإنتاج من قبل الدول الكبرى المنتجة للنفط (خاصة أوبك+ والدول غير الأعضاء في أوبك مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وغيانا)، ومستويات الإنتاج من النفط الصخري، والاكتشافات الجديدة، وتكاليف الاستخراج.
  2. الأحداث الجيوسياسية:

    • تعتبر المناطق المنتجة للنفط، لا سيما الشرق الأوسط وأوكرانيا، نقاطًا ساخنة. أي توترات سياسية، نزاعات مسلحة، عقوبات اقتصادية، أو اضطرابات داخلية في هذه المناطق يمكن أن تهدد إمدادات النفط وتؤدي إلى ارتفاع فوري في الأسعار بسبب مخاوف نقص المعروض. وتُعد التوترات الجيوسياسية عاملًا رئيسيًا وراء تقلبات الأسعار الأخيرة في عام 2025.
  3. منظمة أوبك+ (OPEC+):

    • تُعد هذه المجموعة، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها بقيادة روسيا، لاعبًا حاسمًا في سوق النفط. قراراتهم بشأن مستويات الإنتاج (تخفيضات أو زيادات) تهدف إلى موازنة السوق ودعم الأسعار. قراراتهم المستقبلية، مثل الزيادة المخطط لها في الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً في يوليو 2025، ستؤثر بشكل مباشر على الأسعار.
  4. قوة الدولار الأمريكي:

    • يتم تسعير النفط عالمياً بالدولار الأمريكي. عندما ترتفع قيمة الدولار، يصبح النفط أكثر تكلفة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب وبالتالي تراجع الأسعار، والعكس صحيح.
  5. مستويات المخزونات:

    • تقارير المخزونات الأسبوعية في الدول المستهلكة الكبرى (خاصة الولايات المتحدة) تعطي مؤشراً على توازن العرض والطلب. ارتفاع المخزونات يشير إلى فائض في العرض أو ضعف في الطلب، مما يضغط على الأسعار للانخفاض.

إقرأ أيضا: أسعار النفط تقفز بنسبة 7% عند التسوية 

لسماع المقالة صوتيا اضغط هنا