النفط العالمي على حافة الهاوية.. إغلاق مضيق هرمز يهدد بـ«زلزال» في الأسعار

 يشهد سوق النفط العالمي حالة من التوتر والترقب الشديد، مع تصاعد المخاوف من احتمال إغلاق مضيق هرمز، الممر المائي الأهم عالمياً لتجارة الطاقة. أي تعطيل لحركة الملاحة في هذا المضيق الحيوي، الذي يمر عبره حوالي 20% من النفط العالمي المنقول بحراً وحوالي 20-30% من تجارة الغاز الطبيعي المسال (LNG)، كفيل بإحداث صدمة غير مسبوقة في الأسعار العالمية، وتداعيات اقتصادية كارثية.

مضيق هرمز.. يصاعد التوترات

شهدت أسعار النفط العالمية قفزات ملحوظة في تعاملات اليوم، الاثنين 23 يونيو 2025، لتتجاوز 81 دولارًا للبرميل وتصل إلى أعلى مستوياتها منذ خمسة أشهر. هذا الارتفاع يأتي على خلفية تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، خاصة بعد التقارير عن ضربات أمريكية استهدفت منشآت إيرانية، وما تلاها من تلويح طهران بإمكانية إغلاق مضيق هرمز.

ويُشير بنك “غولدمان ساكس” إلى أن أسعار النفط قد تقفز إلى 110 دولارات للبرميل في حال تراجعت تدفقات الإمدادات عبر المضيق. بعض المحللين ذهبوا إلى أبعد من ذلك، متوقعين أن تصل الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة قد تتجاوز 250 دولارًا للبرميل إذا تم الإغلاق الكامل والمستمر للمضيق، نظراً للتأثير الهائل على الإمدادات العالمية.

 أسعار النفط .. وغلق مضيق هرمز

يتفق الخبراء على أن أي إغلاق للمضيق، سواء كان جزئيًا أو كليًا، سيُحدث صدمة فورية في سوق الطاقة:

  • إغلاق جزئي ومؤقت (أيام قليلة): يتوقع أن ترتفع أسعار النفط لتتراوح بين 100 إلى 120 دولارًا للبرميل. هذا السيناريو قد ينتج عن حوادث أمنية عارضة أو مناوشات محدودة.
  • إغلاق متوسط (بضعة أسابيع إلى شهرين): قد يدفع الأسعار إلى مستويات تتراوح بين 130 إلى 150 دولارًا للبرميل. هذا يعكس تعطيلًا أطول لسلاسل الإمداد وتزايد حالة عدم اليقين.
  • إغلاق كامل وغير محدد المدة: هذا هو السيناريو الأسوأ، حيث يتوقع الخبراء أن تتجاوز أسعار النفط 200 دولار للبرميل، وقد تصل إلى 250 دولارًا، مما سيُحدث انهيارًا اقتصاديًا عالميًا وتضخمًا جامحًا وركودًا عميقًا.

 شريان حياة تحت التهديد

تعتمد دول رئيسية مصدرة للنفط والغاز مثل المملكة العربية السعودية، العراق، الكويت، قطر، والإمارات على هذا المضيق لتصدير جزء كبير من إنتاجها. حوالي 90% من النفط الخام المنتج في الشرق الأوسط والذي يُصدر إلى آسيا يمر عبر هرمز، مما يُبرز مدى حساسية هذه الدول والأسواق الآسيوية لهذا الممر.

كما أن الغاز الطبيعي، الذي يهيمن عليه منتجون رئيسيون في الخليج وعلى رأسهم قطر (أكبر حقل للغاز في العالم)، سيتأثر بشدة، مما يجعل التأثير العالمي على أسعار الغاز أعمق وأكثر خطورة من النفط في بعض الجوانب.

تداعيات إغلاق المضيق على الاقتصاد العالمي

بالإضافة إلى الارتفاع الجنوني في أسعار النفط والغاز، سيترتب على إغلاق مضيق هرمز تداعيات اقتصادية وخيمة:

  • تضخم عالمي: ارتفاع تكاليف الطاقة سيؤدي إلى زيادة هائلة في تكاليف الإنتاج والنقل، مما يُغذي التضخم في جميع أنحاء العالم ويُضعف القوة الشرائية للمستهلكين.
  • ركود اقتصادي: ستُجبر الشركات على خفض الإنتاج، وستتأثر الاستثمارات، مما قد يدفع الاقتصاد العالمي نحو ركود حاد.
  • اضطراب سلاسل الإمداد: ستتعطل حركة البضائع بشكل كبير، مما يؤثر على الصناعات التحويلية والتجارية في كل مكان.
  • اضطرابات مالية: الأسواق المالية ستنهار تحت وطأة حالة عدم اليقين والمخاطر المتزايدة.

هل الإغلاق حتمي؟

على الرغم من التهديدات الإيرانية المتكررة، يرى معظم الخبراء أن الإغلاق الكامل والمستمر لمضيق هرمز أمر مستبعد للغاية. فمثل هذه الخطوة ستكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد الإيراني نفسه، كما أنها ستؤدي إلى رد فعل دولي حاسم من القوى الكبرى لضمان حرية الملاحة، قد يصل إلى التدخل العسكري.

ومع ذلك، فإن مجرد التهديد أو أي تصعيد بسيط في المنطقة يكفي لخلق حالة من القلق في الأسواق ورفع أسعار النفط، لأن المضيق يبقى “صمام الطاقة” للعالم ونقطة حساسة في معادلة الأمن الاقتصادي العالمي.

يستمر العالم في متابعة التطورات في المنطقة عن كثب، مع ترقب حذر لأي مستجدات قد تُلقي بظلالها على أسعار النفط وسلاسل الإمداد العالمية.

إقرأ أيضا: البنك الدولي يتوقع نمو اقتصاد البحرين بنسبة 3.5% في 2025