شهدت صادرات النفط السعودية ارتفاعًا ملحوظًا في يونيو الماضي، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام. وتأتي هذه الزيادة في ظل سعي المملكة لشحن المزيد من الخام إلى مستودعات خارجية، وذلك وسط مخاوف متزايدة من تعطل محتمل للإمدادات بسبب التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
قفزة قياسية في يونيو وزيادة متوقعة في يوليو
وفقًا لبيانات تتبع الناقلات الصادرة عن شركة “كبلر”، ارتفعت صادرات النفط الخام السعودية بمقدار 450 ألف برميل يوميًا في يونيو/حزيران، لتصل إلى 6.33 مليون برميل يوميًا مقارنة بصادراتها في مايو/أيار. وتشير التوقعات إلى احتمال حدوث زيادة إضافية في يوليو/تموز، لتصل الصادرات إلى ما يقرب من 7.5 مليون برميل يوميًا.
التوترات الجيوسياسية تدفع نحو زيادة الإمدادات
تزامنت الزيادة الكبيرة في صادرات يونيو/حزيران مع تصاعد القلق من تعطل محتمل للإمدادات النفطية، وذلك بسبب الصراع المتزايد بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى الهجوم الأمريكي الأخير على مواقع نووية إيرانية، وفقًا لما ذكرته وكالة “رويترز”. هذه الأحداث تدفع المنتجين الرئيسيين إلى تعزيز مخزونات النفط خارج مناطق الخطر لضمان استقرار الإمدادات العالمية.
“أوبك+” تسعى لتعزيز حصتها السوقية بعد سنوات من الخفض
في سياق متصل، أفادت مصادر مطلعة في تحالف منتجي النفط (أوبك+) بأن التحالف، بقيادة السعودية، يسعى إلى تعزيز حصته السوقية بعد سنوات من التخفيضات الكبيرة في الإنتاج. ويعكس هذا التوجه استراتيجية جديدة تهدف إلى استعادة جزء من الحصص السوقية التي تأثرت بسياسات خفض الإنتاج لدعم الأسعار.
وقد تزامنت الزيادة في صادرات النفط السعودية في يونيو/حزيران أيضًا مع قرار “أوبك+” برفع حصص إنتاجه من النفط في الشهر نفسه بمقدار 411 ألف برميل يوميًا. هذا القرار يعكس المرونة في استراتيجية التحالف للاستجابة لاحتياجات السوق العالمية والتعامل مع المخاطر الجيوسياسية المحتملة.
تُظهر هذه التطورات أن المملكة العربية السعودية تلعب دورًا محوريًا في استقرار أسواق النفط العالمية، ليس فقط من خلال سياساتها الإنتاجية، ولكن أيضًا من خلال قدرتها على التكيف السريع مع المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية لضمان استمرارية تدفق الإمدادات.