ريو دي جانيرو تستضيف قمة “بريكس” المرتقبة: تعزيز التعاون الاقتصادي وتبادل العملات المحلية على رأس الأجندة

تستعد مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية لاحتضان قمة بريكس لهذا العام، والتي تركز على مواجهة التحديات العالمية وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين الدول الأعضاء. تُعد هذه القمة حدثًا محوريًا في المشهد الجيوسياسي والاقتصادي العالمي، في ظل تزايد نفوذ وتأثير المجموعة.

 

“بريكس”: قوة عالمية متنامية تعزز استقرار الشؤون الدولية

وفقًا لتقرير بثه التليفزيون الصيني CGTN، تمثل دول بريكس حاليًا ما يقرب من نصف سكان العالم، وأكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ونصف النمو الاقتصادي العالمي. وقد أصبحت هذه الدول “قوة إيجابية ومستقرة في الشؤون الدولية”. ويعكس التوسع المستمر في عضوية المجموعة جاذبية وتأثيرًا أكبر لآلية التعاون بينها، مما يعزز دورها كمنصة للجنوب العالمي.

من جانبه، أوضح الدكتور محمد فايز عبد الله، رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في ماليزيا: “الفكرة من الانضمام إلى بريكس أقل جيوسياسية وأكثر جيو اقتصادية. فعند النظر إلى الأرقام الكاملة، نجد أنها تمثل ما يقرب من نصف سكان العالم، وهي تجمع هائل من الدول التي تشترك في أهداف مشتركة.”

رؤية الصين لتعزيز التعاون وتبادل العملات الوطنية

في قمة بريكس السادسة عشرة التي عُقدت العام الماضي في روسيا، قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ رؤية شاملة لتعزيز التعاون بين دول بريكس، داعيًا الدول الأعضاء إلى الالتزام بالسلام والابتكار والتنمية الخضراء والعدالة وتعزيز التبادل بين الشعوب. وشدد على أهمية جعل المجموعة قناة رئيسية لتعزيز التضامن والتعاون بين دول الجنوب العالمي.

وبحسب التليفزيون الصيني، تلتزم بكين دائمًا بتعميق التعاون داخل مجموعة بريكس. ففي العام الماضي، زادت قيمة التجارة الصينية مع أعضاء ومشتركي بريكس بنسبة 5.5%، حيث شكلت أكثر من 10% من إجمالي التجارة الخارجية للصين. كما شهدت التجارة مع البرازيل وروسيا والهند نموًا بنسبة تجاوزت 23% و3.1% و3.9% على التوالي.

وشهد البنك الجديد للتنمية (NDB)، الذي أنشأته مجموعة بريكس ويقع مقره في شنغهاي، إنجازات ملحوظة، إذ وافق على قروض بقيمة 35 مليار دولار لأكثر من 100 مشروع، مما يؤكد على دوره المتنامي في تمويل التنمية المستدامة في الدول الأعضاء والنامية.

 

“بريكس” كـ”منصة للجنوب العالمي” ومستقبل أكثر تعددية

من جهته، قال الأستاذ المساعد لاي يو مينغ من جامعة ماليزيا صباح: “يمكن القول إن بريكس أصبحت منصة فعلية لدول الجنوب العالمي لطرح أجندتها المشتركة، وهو ما يعزز صوت دول الجنوب أو بالأحرى الأغلبية العالمية من الدول.”

وقال الباحث البارز بون ناجارا من معهد رينيسانس للأبحاث الاستراتيجية: “تمتلك بريكس الآن القدرة الحقيقية والموارد لبدء تنفيذ المشاريع على الأرض والعمل معًا بشكل أكثر جدية، وهذا لا يقتصر على القدرات المادية فقط، بل يشمل أيضًا الجوانب غير المادية، ما يعزز الأمل في تحقيق تطلعات عالم أكثر تعددية وتوازنًا.”

توسع “بريكس”: أعضاء جدد وشركاء استراتيجيون

شهدت مجموعة بريكس توسعًا كبيرًا من أربعة أعضاء مؤسسين، مما أتاح فرص تطوير أكبر لدول الجنوب العالمي. وقد انضمت مصر والإمارات وإندونيسيا كدول أعضاء جدد، بينما أصبحت ماليزيا وفيتنام وبوليفيا شركاء في المنظمة.

يقول الخبراء إن التزام بريكس بالشمولية والمساواة يعزز الثقة ويضيف قوة مهمة للاقتصاد العالمي، مما يؤشر إلى مستقبل تتم فيه صياغة الأجندة العالمية بشكل أكثر توازنًا من خلال مشاركة فعالة لدول الجنوب.

إقرأ أيضا: صندوق الاستثمارات العامة السعودي يتصدر عالميًا في مؤشر الحوكمة والاستدامة لعام 2025 

لسماع المقالة صوتيا اضغط هنا