تشهد أسعار الذهب العالمية في الفترة الحالية حالة من التقلبات الملحوظة، حيث تتأثر بالعديد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المتغيرة.
ورغم حالة عدم اليقين، لا يزال الذهب يحافظ على مكانته كـ ملاذ آمن للمستثمرين في أوقات الاضطرابات، مع تداول الأونصة العالمية فوق مستوى 3300 دولار، مسجلة 3316.21 دولار أمريكي للأونصة الواحدة في آخر التحديثات.
العوامل المؤثرة على أسعار الذهب العالمية
تتأثر أسعار الذهب عالميًا بعدة عوامل رئيسية، أبرزها:
- قوة الدولار الأمريكي: يرتبط الذهب بالدولار الأمريكي بعلاقة عكسية في معظم الأحيان. فعندما يرتفع مؤشر الدولار، يصبح الذهب أغلى لحاملي العملات الأخرى، مما يقلل الطلب عليه وينخفض سعره. والعكس صحيح، ضعف الدولار يدعم أسعار الذهب.
- أسعار الفائدة: تلعب قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة دورًا حاسمًا. فارتفاع أسعار الفائدة يزيد من جاذبية الاستثمار في السندات والأصول التي تدر عوائد، مما يقلل من جاذبية الذهب الذي لا يدر عوائد بشكل مباشر. وفي المقابل، خفض الفائدة يجعل الذهب أكثر جاذبية.
- التضخم: يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا ضد التضخم. فعندما ترتفع معدلات التضخم، يميل المستثمرون إلى الذهب للحفاظ على قوة شرائهم في ظل تآكل قيمة العملات الورقية.
- الاضطرابات الجيوسياسية والأزمات الاقتصادية: في أوقات الحروب، النزاعات السياسية، أو الأزمات المالية العالمية، يزداد الطلب على الذهب بشكل كبير كأصل آمن يحافظ على قيمته في ظل عدم اليقين.
- العرض والطلب: يؤثر حجم الإنتاج العالمي للذهب والطلب عليه من قبل المستهلكين (للمجوهرات والصناعة) والبنوك المركزية وصناديق الاستثمار بشكل مباشر على الأسعار.
أداء الذهب وتوقعاته لعام 2025
شهدت أسعار الذهب تقلبات خلال الفترة الماضية، حيث يشير التحليل الفني الأخير إلى اتجاه هابط قصير المدى على الفريم اليومي والساعي، مع تداول الأونصة حول 3285 – 3300 دولار. ومع ذلك، تبقى النظرة المستقبلية للذهب إيجابية لدى العديد من المؤسسات المالية الكبرى.
رفعت مؤسسات مثل غولدمان ساكس توقعاتها لأسعار الذهب، مشيرة إلى إمكانية وصول الأونصة إلى 3700 دولار بنهاية عام 2025، وربما 4000 دولار منتصف عام 2026. وتستند هذه التوقعات إلى طلب أقوى من المتوقع من البنوك المركزية وزيادة تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، بالإضافة إلى المخاطر المتعلقة بالركود الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
كما أشارت بعض التوقعات إلى أن الذهب قد يتداول بين 3100 و 3500 دولار خلال الأشهر الثلاثة القادمة، مع إمكانية تسجيل قمم تاريخية جديدة إذا تمكن من اختراق مستويات مقاومة رئيسية.
تظل متابعة الأخبار الاقتصادية العالمية، وقرارات البنوك المركزية، والتحولات الجيوسياسية أمرًا بالغ الأهمية للمستثمرين في الذهب، حيث أن هذه العوامل ستستمر في تشكيل مسار أسعار المعدن الأصفر خلال الفترة القادمة.
إقرأ أيضا: تراجعات طفيفة بأسعار النفط مع تصاعد المخاوف التجارية وزيادة إنتاج “أوبك+”