في تصعيد جديد لحملته التجارية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء، 9 يوليو 2025، فرض الرسوم الجمركية بنسبة 50% على واردات النحاس.
وأفاد ترامب، عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس 2025، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء اتُخذ بعد تقييم دقيق يتعلق بـالأمن القومي للولايات المتحدة.
الرسوم الجمركية .. تصعيد واسع النطاق
لم يقتصر تصعيد ترامب على النحاس فحسب. ففي نفس اليوم، وسع الرئيس الأمريكي حملته للرسوم الجمركية وأعلن عن فرض رسوم بنسبة 50% على السلع الواردة من البرازيل. ومن المقرر أن يبدأ تطبيق هذه الرسوم أيضًا في الأول من أغسطس، مما يضع ضغطًا كبيرًا على العلاقات التجارية بين واشنطن وبرازيليا.
وفي تصعيد آخر، أصدر ترامب اليوم الخميس، 10 يوليو 2025، إخطارات بفرض رسوم جمركية على سبعة من صغار الشركاء التجاريين. وتأتي هذه الخطوة لتضاف إلى 14 دولة أخرى كانت قد صدرت لها إخطارات مماثلة في وقت سابق من الأسبوع، وتضمنت دولًا ذات اقتصادات كبرى مثل كوريا الجنوبية واليابان. ومن المقرر أن تدخل هذه الرسوم الجمركية حيز التنفيذ في الأول من أغسطس ما لم يتم التوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة بين الولايات المتحدة وهذه الدول.
الرسوم الجمركية ..تداعيات محتملة
يُعد قرار فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على النحاس خطوة ذات تداعيات كبيرة على أسواق المعادن العالمية. تُعد تشيلي أكبر المتضررين المحتملين من هذه الرسوم، كونها أكبر منتج للنحاس في العالم. هذا القرار قد يُحدث اضطرابًا في سلاسل الإمداد العالمية للنحاس، ويُؤثر على أسعاره، بالإضافة إلى إمكانية أن يدفع الدول المتضررة للبحث عن أسواق بديلة أو اتخاذ إجراءات انتقامية.
تُثير هذه السلسلة من الإعلانات مخاوف المستثمرين والشركاء التجاريين حول مستقبل التجارة العالمية، وإمكانية اندلاع حرب تجارية أوسع نطاقًا. ففي حين يُنظر إلى هذه الإجراءات على أنها محاولة من إدارة ترامب لإعادة التفاوض على اتفاقيات تجارية ترى أنها غير عادلة للولايات المتحدة، فإنها قد تُؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتُهدد استقرار الأسواق.
محادثات إيجابية مع الصين والاتحاد الأوروبي
في المقابل، وفي محاولة لتهدئة المخاوف، قال ترامب في الوقت نفسه إن المحادثات التجارية تسير على ما يرام مع الصين والاتحاد الأوروبي. تُشير هذه التصريحات إلى أن الإدارة الأمريكية قد تُفضل التوصل إلى اتفاقيات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين، بينما تستخدم الرسوم الجمركية كأداة ضغط على الدول الأصغر أو تلك التي ترى أنها لا تُقدم تنازلات كافية.
تبقى الأسابيع القليلة المقبلة حاسمة، حيث سيكون على الدول المتضررة التفاوض مع الإدارة الأمريكية قبل حلول الأول من أغسطس لتجنب تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة. وتُظهر هذه التطورات استمرار ترامب في نهجه الحازم في السياسة التجارية الخارجية.
إقرأ أيضا: أسعار الذهب العالمية تواجه تقلبات حادة وسط ترقب اقتصادي وجيوسياسي: الأونصة تتجاوز 3300 دولار