التقنيات المتقدمة تقود الاقتصاد العالمي نحو 16.4 تريليون دولار بحلول 2033

في إطار اهتمامه برصد وتحليل التقارير الدولية المتعلقة بالشأن المصري والتطورات العالمية والاقتصاد العالمي، سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري الضوء على التحولات السريعة التي يشهدها قطاع التكنولوجيا.

جاء ذلك بناءً على تقارير صادرة عن جهات ومؤسسات دولية بارزة، أبرزها منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) وبروجيكت سينديكت (Project Syndicate)، والتي تؤكد على الدور المحوري لـالذكاء الاصطناعي في تشكيل المستقبل الاقتصادي والتنموي.

الذكاء الاصطناعي يقود الاقتصاد العالمي

أشار تقرير منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)، والذي حمل عنوان “تكنولوجيا الابتكار 2025: الذكاء الاصطناعي الشامل من أجل التنمية”، إلى الدور المتسارع لـالذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في تشكيل مستقبل الاقتصاد والتنمية. حذر التقرير من خطر اتساع الفجوة الرقمية بين الدول إذا لم يتم اعتماد سياسات شاملة تعزز كلاً من البنية التحتية الرقمية، وتوفر البيانات، وتطور المهارات التكنولوجية.

وأوضح التقرير أن توقعات الاقتصاد العالمي تشير إلى أن السوق العالمي للتقنيات المتقدمة، والتي تشمل الذكاء الاصطناعي، سيشهد نموًا كبيرًا من 2.5 تريليون دولار عام 2023 إلى 16.4 تريليون دولار بحلول عام 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يقارب 20%.

ومن المتوقع أن تستحوذ تقنيات الذكاء الاصطناعي على الحصة الأكبر من هذا السوق، بنحو 4.8 تريليون دولار، أي نحو 30% من الإجمالي، متقدمة بذلك على تقنيات إنترنت الأشياء (3.1 تريليون دولار) والتقنيات الخضراء الأخرى، مما يؤكد على هيمنة الذكاء الاصطناعي في المشهد التكنولوجي المستقبلي.

هيمنة الشركات الكبرى وتركّز الاستثمار في البحث والتطوير

أكد التقرير أن شركات التكنولوجيا الكبرى، خصوصًا في الدول المتقدمة، تهيمن على تطوير ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي. فشركات مثل Apple وNvidia وMicrosoft تجاوزت قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار، وهي أرقام تقارب الناتج المحلي الإجمالي لاقتصادات قارية، في حين تواصل شركات أخرى مثل Alphabet وAmazon تجاوز حاجز 2 تريليون دولار. هذه الشركات تتمتع بقوة مالية ومعرفية هائلة تمكنها من توجيه مسار التكنولوجيا عالميًا.

وفيما يخص الاستثمار في البحث والتطوير (R&D)، تستحوذ 100 شركة فقط على أكثر من 40% من إجمالي استثمارات الشركات في هذا المجال عالميًا. وفي عام 2022، استثمرت 2500 شركة ما قيمته 1.25 تريليون يورو، حيث كانت نسبة 80% من هذا الاستثمار ممولة من الشركات نفسها. ويقع نصف هذه الشركات الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية، في حين أن 13% فقط من الشركات الكبرى كانت في الصين، مما يشير إلى تركّز كبير في الابتكار التكنولوجي.

نمو المعرفة التكنولوجية وتركّزها الجغرافي

أشار التقرير إلى أن المعرفة التكنولوجية، بما في ذلك عدد المنشورات العلمية وبراءات الاختراع، شهدت نموًا هائلًا خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2023. ففي مجال الذكاء الاصطناعي وحده، نُشرت أكثر من 713 ألف مقالة علمية، وتم تسجيل 338 ألف براءة اختراع. وقد تفوقت الصين والولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال، حيث أنتجتا ثلث المقالات العلمية وثلثي براءات الاختراع، مما يعكس تركّزًا واضحًا في إنتاج المعرفة التكنولوجية على مستوى العالم.

وتكشف مؤشرات الميزة التكنولوجية النسبية أن بعض الدول تتميز في مجالات محددة؛ على سبيل المثال، ألمانيا في طاقة الرياح (4.3 نقطة)، والهند في تقنيات النانو (3.0 نقطة)، واليابان في السيارات الكهربائية (3.0 نقطة)، في حين تتصدر دول أخرى مجالات مثل شبكات الجيل الخامس والطاقة الشمسية والمركبات الذكية.

تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي ومستقبل السوق

شهد الذكاء الاصطناعي تطورًا عبر ثلاث موجات: الأولى في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، والثانية في التسعينيات مع انطلاق تقنيات التعلم الإحصائي، والثالثة حاليًا مع تقنيات التكيف السياقي والنماذج اللغوية الكبيرة (LLMs). برزت تطبيقات مثل ChatGPT وDALL-E وSora كمحركات رئيسية للجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، مع توقعات بنمو سوق هذا القطاع من 137 مليار دولار عام 2024 إلى 900 مليار دولار عام 2030. هذا النمو الهائل يؤكد على التحول الجذري الذي يحدثه الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات.

إقرأ أيضا: “أوبك” تتوقع تحسنًا في الاقتصاد العالمي بالنصف الثاني من 2025 وسط ارتفاع الطلب على النفط 

لسماع المقالة صوتيا اضفط هنا