في خطوة تعكس التطورات الكبيرة في البنية التحتية اللوجستية المصرية، أعلنت الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة عن الدور المحوري والاستراتيجي الذي يلعبه ميناء أكتوبر الجاف.
يُعد هذا الميناء، الواقع غرب القاهرة، نقطة تحول نوعية في منظومة النقل واللوجستيات في مصر، حيث يساهم بفاعلية في تسهيل حركة الصادرات والواردات بين الموانئ البحرية المصرية والمناطق الداخلية للبلاد، معتمداً بشكل أساسي على شبكة السكك الحديدية المتطورة.
ميناء أكتوبر طفرة نوعية
يمثل ميناء أكتوبر الجاف نقلة نوعية في مفهوم الموانئ الجافة، ويقدم مجموعة من المزايا التنافسية التي تسهم بشكل مباشر في دفع عجلة التجارة والتنمية الاقتصادية في مصر. هذه المزايا تشمل:
- تخفيف التكدس في الموانئ البحرية: أحد أبرز الأدوار التي يقوم بها الميناء هو المساهمة الفعالة في منع تكدس الحاويات في الموانئ البحرية الرئيسية مثل الإسكندرية ودمياط. يتم ذلك من خلال نقل الحاويات بسرعة وفعالية عبر خطوط السكك الحديدية المباشرة من وإلى هذه الموانئ، مما يقلل الضغط على الموانئ البحرية ويحسن من كفاءة عمليات الشحن والتفريغ. هذا النظام يعزز من قدرة مصر على التعامل مع حجم أكبر من التجارة الدولية.
- إجراءات جمركية مبسطة ورقمية: يتميز ميناء أكتوبر الجاف بتقديمه لـإجراءات جمركية سريعة وفعَّالة. يعتمد الميناء على قاعدة بيانات رقمية متطورة تسمح بتخليص البضائع بسهولة وشفافية. هذا التحول الرقمي يقلل بشكل كبير من الوقت المستغرق في الإفراج عن البضائع، مما ينعكس إيجاباً على سلاسة سلاسل الإمداد ويخفض من التكاليف التشغيلية للمستوردين والمصدرين على حد سواء. إن تسريع هذه الإجراءات يُعد عنصراً حيوياً في تعزيز القدرة التنافسية للشركات المصرية.
دور الميناء في رؤية مصر التنموية
يُشكل ميناء أكتوبر الجاف ركيزة أساسية ضمن استراتيجية الدولة المصرية لتطوير المناطق اللوجستية والموانئ الجافة، بهدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي وعالمي للتجارة واللوجستيات. يتماشى هذا المشروع مع جهود الحكومة المصرية لـتنمية البنية التحتية للنقل، خاصة في مجال النقل السككي، الذي يُعتبر وسيلة أكثر استدامة وكفاءة لنقل البضائع بكميات كبيرة.
من خلال الربط المباشر بين الموانئ البحرية والمناطق الصناعية والتجارية الداخلية، يُساهم الميناء في خفض تكاليف النقل، وتقليل زمن وصول البضائع إلى الأسواق، وتعزيز كفاءة التوزيع. كما يدعم الميناء خطط التوسع الصناعي في مناطق مثل مدينة السادس من أكتوبر والمناطق الصناعية المحيطة بها، حيث يوفر حلولًا لوجستية متكاملة تُلبي احتياجات المصانع والشركات.
باختصار، يُمثل ميناء أكتوبر الجاف نموذجًا يحتذى به في تطوير البنية التحتية اللوجستية الحديثة، التي لا تكتفي بتسهيل حركة التجارة فحسب، بل تُسهم أيضاً في تعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة وتوفير فرص عمل جديدة، وتدعيم مكانة مصر كبوابة لوجستية رئيسية في المنطقة.
إقرأ أيضا: “CSCEC مصر” تستهدف توسعات مطار القاهرة وزيادة حجم أعمالها إلى 9 مليارات دولار