أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) اليوم السبت عن خطة واسعة النطاق لإعادة الهيكلة، تتضمن مغادرة نحو 20% من موظفيها مناصبهم.
تأتي هذه الخطوة في إطار مساعي الإدارة لتعزيز كفاءتها التشغيلية وتكييفها مع التحديات الجديدة، ولكنها تثير تساؤلات حول مستقبل الأبحاث العلمية، خاصة في مجالات حيوية مثل أبحاث المناخ.
ناسا تخفيضات شاملة
أوضح متحدث باسم ناسا أن عدد الموظفين المتوقع مغادرتهم الإدارة سيصل إلى نحو 3,870 موظفًا. ورغم أن هذا الرقم قد يتغير خلال الأيام والأسابيع المقبلة، إلا أنه يشير إلى عملية إعادة تنظيم كبيرة داخل الوكالة. ووفقًا لـ”رويترز”، سيبلغ عدد الموظفين المتبقين في ناسا حوالي 14,000 موظف بعد هذه التخفيضات.
هذه الموجة من التسريحات ليست الأولى التي تشهدها ناسا مؤخرًا. فقد بدأت الإدارة في مارس الماضي موجة صرف أولى لموظفين، شملت حتى كبار علمائها. هذه التخفيضات الحادة تأتي استجابةً لـتخفيضات حادة في نفقات الموازنة الاتحادية التي يطالب بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. منذ عودته إلى البيت الأبيض، أعلن ترامب عن سلسلة من التدابير التي تستهدف الوسط العلمي، من بينها تخفيضات كبيرة في ميزانيات الوكالات الاتحادية المسؤولة عن المناخ والصحة، وصرف مئات الموظفين منها.
ناسا .. تأثيرات محتملة
تثير هذه التخفيضات قلقًا كبيرًا في الأوساط العلمية، نظرًا للدور البالغ الأهمية الذي تلعبه ناسا في الأبحاث المتعلقة بالمناخ. تدير الوكالة أسطولاً ضخمًا من الأقمار الصناعية المخصصة لمراقبة الأرض، وتجري دراسات جوية وبرية شاملة، وتوفر بيانات مفتوحة المصدر للباحثين والجمهور حول تغيرات المناخ.
يخشى الخبراء أن تؤثر هذه التخفيضات على قدرة ناسا على الاستمرار في هذه الأبحاث الحيوية، والتي تُعد أساسية لفهم تغير المناخ وتداعياته على الكوكب. كما أن صرف الموظفين ذوي الخبرة الطويلة قد يؤدي إلى فقدان معرفة مؤسسية قيمة، مما قد يعيق التقدم في مشاريع علمية مستقبلية.
تُعد هذه الخطوة تحديًا كبيرًا أمام ناسا في الحفاظ على مكانتها الرائدة في استكشاف الفضاء والأبحاث العلمية، بينما تسعى للتكيف مع متطلبات الموازنة الجديدة. يبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه الإجراءات على مساهمات الوكالة المستقبلية في العلم والتكنولوجيا، وما إذا كانت ستتمكن من تحقيق الكفاءة المطلوبة دون المساس بجوهر مهامها.
إقرأ أيضا: CMA CGM تدشن خدمة ملاحية جديدة تربط ميناء جدة بموانئ شرق المتوسط عبر قناة السويس