تمويل الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يقفز إلى 2.1 مليار دولار.. تفاصيل

شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) طفرة غير مسبوقة في تمويل الشركات الناشئة خلال النصف الأول من عام 2025، حيث تجاوز إجمالي الاستثمارات 2.1 مليار دولار أمريكي.

يمثل هذا نموًا ملحوظًا بنسبة 134% مقارنة بالعام الماضي، مدفوعًا بشكل رئيسي بزيادة الاعتماد على تمويل الديون. تُبرز هذه الأرقام المتصاعدة مرونة وجاذبية بيئة ريادة الأعمال في المنطقة، حتى في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة.

 

الربع الثاني يؤكد استمرار الزخم الاستثماري

بالرغم من تباطؤ طفيف في شهر يونيو، شهد الربع الثاني من عام 2025 استثمارات قوية بلغت 583.4 مليون دولار عبر 149 صفقة تمويلية. هذا الأداء يتجاوز مستويات العام السابق، مما يؤكد استمرار الاهتمام الاستثماري في المنطقة. يعكس هذا الزخم الثقة المتزايدة في الشركات الناشئة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقدرتها على تحقيق النمو والابتكار.

 

التقنية المالية تتصدر القطاعات الجاذبة للاستثمار

تواصل التقنية المالية (FinTech) تصدرها للقطاعات الأكثر جذبًا للاستثمار في المنطقة خلال الربع الثاني، حيث جمعت 170 مليون دولار عبر 38 شركة ناشئة. هذا يؤكد على الطلب المتزايد على الحلول المالية المبتكرة والتحول الرقمي في الخدمات المصرفية والمالية. تلتها التقنية العقارية (PropTech) بـ 77 مليون دولار، ثم تقنية السفر (TravelTech) بـ 40 مليون دولار، مما يشير إلى تنوع القطاعات التي تستقطب اهتمام المستثمرين.

 

السعودية تتصدر المشهد، والإمارات ومصر تتبعانها بقوة

تصدرت المملكة العربية السعودية مشهد التمويل في المنطقة خلال الربع الثاني، باستثمار 231.5 مليون دولار في 38 شركة ناشئة سعودية. يعود هذا التفوق إلى السياسات الحكومية المحفزة والجهود المبذولة لتعزيز ريادة الأعمال. واحتل قطاع التقنية المالية أيضًا صدارة القطاعات في المملكة.

تلتها الإمارات العربية المتحدة بـ 197.7 مليون دولار في 52 شركة، مسجلة نموًا مستقرًا حيث جمعت 114 شركة إماراتية 541 مليون دولار بزيادة 18% عن العام الماضي. وفي جمهورية مصر العربية، بلغ نمو التمويل 106% على أساس سنوي، حيث جمعت 52 شركة ناشئة مصرية 179 مليون دولار، مما يؤكد على مكانة مصر كمركز حيوي للشركات الناشئة في المنطقة.

 

تمويل الديون ونماذج الأعمال الموجهة للشركات تقودان النمو

بلغت قيمة التمويل عبر الديون 930 مليون دولار، وهو ما يمثل نحو 44% من إجمالي الاستثمار خلال النصف الأول. هذا الارتفاع في تمويل الديون يشير إلى نضج السوق وتوفر آليات تمويلية متنوعة للشركات الناشئة. جاءت هذه الطفرة الاستثمارية بالتزامن مع تجدد الاهتمام الدولي بالمنطقة، خاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصحبة مستثمرين من وادي السيليكون، مما يعزز الثقة العالمية في إمكانات المنطقة.

على مستوى المنطقة، بقيت التقنية المالية القطاع الأكثر جذبًا، مستحوذة على 62% من إجمالي التمويل. وشهدت النماذج التجارية الموجهة للأعمال (B2B) اهتمامًا كبيرًا، إذ جمعت 1.5 مليار دولار، ما يمثل 70% من إجمالي التمويل خلال النصف الأول. هذا التركيز على حلول B2B يعكس حاجة الشركات التقليدية المتزايدة إلى التكنولوجيا والابتكار لتعزيز كفاءتها.

إقرأ أيضا: المجموعة الوزارية المصرية لريادة الأعمال تضع خارطة طريق لدعم الشركات الناشئة والابتكار 

لسماع المقالة صوتيا اضغط هنا