أعلنت شركة أورنج، عملاق الاتصالات الفرنسي وأحد أكبر مزودي خدمات الهاتف في العالم، يوم الاثنين عن تعرضها لهجوم إلكتروني “غير محدد”.
أثار هذا الحادث مخاوف بشأن الأمن السيبراني في شركات البنية التحتية الحيوية، خاصة بعد أيام قليلة من إعلان شركة دفاع فرنسية كبرى عن هجوم مماثل.
تفاصيل الهجوم وتأثيراته
أفادت الشركة في بيانها أنها رصدت هجومًا إلكترونيًا “على أحد أنظمة معلوماتها” في 25 يوليو/تموز. وعلى الفور، شرعت أورنج في “عزل الخدمات التي يُحتمل تأثرها والحد من أي تأثير”، بحسب تقرير نشره موقع “تك كرانش” واطلعت عليه “العربية Business”.
وقد تسببت هذه الخطوة السريعة لعزل الأنظمة المتأثرة في انقطاعات لبعض منصات الشركة، بالإضافة إلى خدمات عملاء الأعمال وبعض خدمات القطاع العام، وكان معظم التأثير في فرنسا. يأتي هذا الانقطاع ليؤكد حساسية البنية التحتية الرقمية لشركات الاتصالات ودورها المحوري في استمرارية الأعمال والخدمات الحكومية.
وأوضح البيان أن الحلول التي تطبقها الشركة ستعيد الخدمات تدريجيًا بحلول يوم الأربعاء، وهو ما يعطي مؤشرًا على قدرة أورنج على التعامل مع الأزمة بفعالية. والأهم من ذلك، أكدت الشركة أنه “لا يوجد دليل يشير إلى تسرب أي بيانات داخلية أو بيانات خاصة بالعملاء”، وهي نقطة حاسمة في حوادث الأمن السيبراني.
إجراءات الشركة والتحديات التنظيمية
أعلنت أورنج أنها تعمل حاليًا على التواصل مع العملاء المتضررين وإبلاغهم بالوضع، وقدمت شكوى إلى “الجهات المختصة”، دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة الجهات المعنية أو حجم الضرر.
تُذكر الشركات في أوروبا، وخاصة تلك الخاضعة لـاللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR)، وهي قواعد حماية البيانات الخاصة بالاتحاد الأوروبي، بضرورة إخطار سلطات حماية البيانات المحلية في غضون ثلاثة أيام من أي خرق محتمل للبيانات. هذا الالتزام يعكس أهمية الشفافية وسرعة الاستجابة في حماية بيانات المستخدمين.
سياق أوسع: هجمات سيبرانية متزايدة في فرنسا
يأتي هذا الهجوم على أورنج بعد أيام قليلة من تأكيد شركة الدفاع الفرنسية “نافال غروب”، التي تمتلك الدولة الفرنسية أغلب أسهمها، تعرضها لهجوم إلكتروني محتمل.
وزعم المخترقون في تلك الحادثة أنهم تمكنوا من الوصول إلى بيانات حساسة تتعلق بغواصاتها وفرقاطاتها. وأضافت الشركة المصنعة للسفن والغواصات أنها كانت هدفًا لـ”هجوم يستهدف الإضرار بسمعتها” من قبل قراصنة، وذلك في “سياق يتسم بتوترات دولية وتجارية وإعلامية”.
هذه الحوادث المتتالية تسلط الضوء على تزايد التهديدات السيبرانية التي تواجهها الشركات الكبرى، وخاصة تلك التي تعمل في قطاعات حيوية مثل الاتصالات والدفاع، مما يستدعي تعزيز الإجراءات الأمنية والاستثمار في الأمن السيبراني لحماية البنى التحتية والبيانات الحساسة.
تُخدم “أورنج” 291 مليون عميل حول العالم، في 26 دولة مختلفة، ويعمل بها 127 ألف موظف، مما يجعل أي هجوم عليها ذا تداعيات واسعة النطاق.
إقرأ أيضا: بعد إطلاقها.. “أهلها” منصة رقمية ثورية لتأهيل الكوادر الوطنية وتعزيز مستقبل السياحة السعودية