في خطوة لتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للصناعات اليدوية، أعلن جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر عن بدء الخطوات التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للحرف اليدوية (2025-2030).
تأتي هذه المبادرة تنفيذاً لتوجيهات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، بهدف إحياء الحرف التراثية والحفاظ عليها، والاستفادة من القدرات الإبداعية للشباب المصري لزيادة الصادرات وتوفير فرص عمل لائقة.
وأوضح باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات، أن الاستراتيجية تهدف إلى رفع قيمة الصادرات المصرية من الحرف اليدوية إلى 600 مليون دولار بحلول عام 2030. ولتحقيق هذا الهدف الطموح، يتم العمل بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي والتنسيق مع كافة الوزارات والجهات المعنية، مثل وزارات الثقافة، والصناعة، والسياحة، إضافة إلى المجلس القومي للمرأة، لتوحيد الجهود وتحقيق أقصى استفادة من هذا القطاع الحيوي.
الحرف اليدوية .. مواصفات قياسية وزيارات ميدانية
وفي إطار تنفيذ الاستراتيجية، أكد رحمي أن الجهاز يعمل حالياً على وضع مواصفات قياسية للحرف التراثية المطلوبة عالمياً، مثل الفخار والسجاد اليدوي، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة. تهدف هذه الخطوة إلى تأهيل المنتجات المصرية لأسواق التصدير العالمية.
كما يقوم الجهاز بزيارات ميدانية للتجمعات الإنتاجية في مختلف المحافظات، حيث تم بالفعل زيارة تجمع “الكليم” في مدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ، ومركز السجاد اليدوي في مدينة رشيد بالبحيرة. تهدف هذه الزيارات إلى تقييم احتياجات الحرفيين وتقديم الدعم المالي وغير المالي اللازم لتطوير أعمالهم.
“عزم” على التنمية: دعم المرأة والقطاع السياحي
تتضمن الاستراتيجية أيضاً برامج لتمكين المرأة في القطاع، حيث تم اختيار 48 سيدة من مصنعي الحرف اليدوية لإشراكهن في برنامج “المرأة في التجارة الدولية She Trade 2”، بهدف تأهيل مشروعاتهن للتصدير من خلال رفع مستوى الجودة ومضاعفة الإنتاجية.
وأضاف رحمي أن هناك تعاوناً جارياً مع بعض البرامج التنموية التي تستهدف السياحة الريفية في صعيد مصر، لدمج المنتجات اليدوية ضمن البرامج السياحية المتنوعة، مما يسهم في تسويق المنتجات التراثية للسائحين وزوار تلك المناطق.
تهدف الاستراتيجية إلى زيادة نسبة استحواذ المنتجات اليدوية على السوق المحلي إلى 70%، وتوفير حوالي 120 ألف فرصة عمل جديدة، وزيادة المشروعات الرسمية في القطاع بنسبة 10% سنوياً. وقد تم إعداد الاستراتيجية بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية وبنهج تشاركي، لضمان تحقيق أهدافها الطموحة في تطوير وتنمية قطاع الحرف اليدوية في مصر.