في خطوة مفاجئة لملايين المستخدمين في الصين، تواجه شركة “أبل” تحديًا تنظيمياً قد يؤدي إلى تأجيل إطلاق هاتفها الجديد “آيفون إير” فائق النحافة. وعلى الرغم من أن بقية سلسلة هواتف آيفون 17 تسير وفق الجدول الزمني المحدد، فإن هذا الطراز الفريد اصطدم بعقبات تتعلق بخصائص الاتصال، وتحديداً اعتماده الكلي على بطاقة الاتصالات الإلكترونية eSIM.
تصميم مبتكر يواجه واقعاً تنظيمياً
يعتبر هاتف “آيفون إير” الجديد إنجازاً هندسياً بارزاً، حيث يتميز بسمكه الذي لا يتجاوز 5.6 ملم، مما يجعله أنحف هاتف آيفون على الإطلاق. ولتحقيق هذا التصميم فائق النحافة، اتخذت “أبل” قراراً جذرياً بالاستغناء تماماً عن فتحة شريحة الاتصالات التقليدية (SIM)، وجعلت الهاتف يعتمد حصرياً على الشريحة الإلكترونية المدمجة eSIM.
وعلى النقيض، لا تزال طرازات سلسلة آيفون 17 الأخرى، بما فيها Pro و Pro Max، تدعم استخدام الشريحة التقليدية، مما يفسر استمرار جدول إطلاقها دون تأخير.
مؤشرات التأجيل وتدخل شركات الاتصالات الصينية
ظهرت أولى علامات التأجيل على موقع “أبل” الرسمي في الصين، حيث تم تعديل صفحة المنتج الخاصة بهاتف “آيفون إير”. فقد استبدلت الشركة الجدول الزمني الأصلي الذي كان يعلن عن بدء الطلبات المسبقة مساء يوم الجمعة وبدء التسليم في 19 سبتمبر، بجملة مبهمة تفيد بأن “معلومات الإصدار سيتم تحديثها لاحقاً”.
ويأتي هذا التغيير في الوقت الذي تعمل فيه “أبل” بشكل حثيث مع السلطات الصينية لحل القضايا التنظيمية المتعلقة باستخدام تقنية eSIM، والتي كانت تاريخياً محل نقاش وتحديات في السوق الصيني. ولحل هذه المشكلة، أعلنت “أبل” أنها حصلت على دعم أكبر ثلاث شركات اتصالات صينية مملوكة للدولة: “China Unicom” و**”China Mobile”** و**”China Telecom”**.
ويُعد هذا الإنجاز خطوة هائلة للشركة، حيث كانت في السابق تعتمد فقط على “China Unicom” لتقديم الدعم لهذه الميزة في بعض هواتفها. ورغم هذا التقدم، أكدت الشركات الثلاث أن تفعيل هذا الدعم لا يزال يخضع للموافقة التنظيمية النهائية، وهو ما يفسر تأجيل “أبل” لجدول إطلاق الهاتف.
استراتيجية “أبل” في مواجهة التحديات
تُعد الصين سوقاً بالغ الأهمية لشركة “أبل”، حيث تُشكل شريحة واسعة من مبيعاتها وإيراداتها. ولذلك، فإن الشركة حريصة على حل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن. ووفقاً لممثلي “أبل” لوسائل الإعلام الصينية، فإن الشركة “تعمل بشكل وثيق مع السلطات التنظيمية لطرحه في الصين في أقرب وقت ممكن”.
ورغم هذا التأخير، فإن الأنباء لا تتعلق ببقية هواتف آيفون 17، والتي ستبدأ الطلبات المسبقة لها مساء اليوم الجمعة، على أن يتم التسليم في 19 سبتمبر كما هو مقرر. ويُظهر هذا التباين في المواعيد أن التحدي يقتصر على الطراز الذي يعتمد بشكل كلي على الشريحة الإلكترونية، مما يجعله اختباراً حقيقياً لمدى استعداد السوق الصيني لاستقبال هذه التقنية الحديثة بشكل كامل.