واصلت أسعار الذهب العالمية تسجيل مستويات مرتفعة، حيث استقرت اليوم السبت قرب رقمها القياسي الذي سجلته في وقت سابق من الأسبوع، وذلك مدفوعة بتوقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيتجه إلى خفض أسعار الفائدة.
وتأتي هذه التوقعات بعد ظهور مؤشرات على ضعف في سوق العمل الأمريكي، مما عزز جاذبية المعدن الأصفر كأداة تحوط في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.
أسعار الذهب.. أرقام قياسية وأداء أسبوعي لافت
في أحدث تداولاتها، ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4%، لتصل إلى 3,648.55 دولارًا للأوقية. ويضع هذا الارتفاع المعدن الأصفر على مقربة من أعلى مستوى تاريخي له سجله يوم الثلاثاء الماضي عند 3,673.95 دولارًا للأوقية.
ولم يقتصر الأداء القوي على التداولات اليومية، حيث حقق الذهب مكاسب أسبوعية لافتة بنسبة 1.7%، ليضع نفسه على مسار تحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، وهو ما يشير إلى زخم قوي وثقة متزايدة من قبل المستثمرين في قدرته على الحفاظ على قيمته في الأوقات الصعبة. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة تسليم ديسمبر بنسبة 0.3% لتغلق عند 3,686.40 دولارًا للأوقية، مما يؤكد النظرة المستقبلية الإيجابية.
لماذا ترتفع أسعار الذهب؟.. الربط بين سوق العمل وقرار الفيدرالي
يعود الارتفاع الأخير في أسعار الذهب بشكل رئيسي إلى توقعات المستثمرين المتزايدة بشأن خفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي. وقد عززت هذه التوقعات بيانات تشير إلى تراجع في أداء سوق العمل الأمريكي، وهو مؤشر اقتصادي رئيسي يعتمد عليه البنك المركزي الأمريكي في تحديد سياسته النقدية.
وتترجم توقعات العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي احتمالية كبيرة لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل في 17 سبتمبر، وذلك مع تراجع التوقعات بخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس. وتُعد أسعار الفائدة المنخفضة بيئة مواتية للذهب، حيث تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً، مما يجعله أكثر جاذبية مقارنة بالأصول الأخرى التي تدر فوائد مثل السندات.
توقعات مستقبلية وأرباح تاريخية
في ضوء هذه التطورات، يتوقع الخبراء أن يستمر الذهب في مساره الصاعد. وقد أشارت التوقعات إلى أن سعر الذهب قد يرتفع ليصل إلى 3,900 دولار للأوقية بحلول منتصف العام المقبل، مدفوعاً بالرياح المواتية للاقتصاد العالمي.
ويُظهر الأداء العام للمعدن الأصفر هذا العام قدرته على تحقيق مكاسب هائلة، حيث ارتفع بنسبة 39% حتى الآن. ويُنظر إلى الذهب بشكل متزايد على أنه ملاذ آمن ومزدهر في ظل أسعار الفائدة المنخفضة، حيث يقدّره المستثمرون كتحوط فعال ضد التضخم وحالة عدم اليقين الاقتصادي الأوسع نطاقاً. ويعكس هذا الأداء القياسي دور الذهب التقليدي كأحد أهم الأصول التي يحتمي بها المستثمرون في أوقات الاضطرابات.