في خطوة تؤكد مكانتها المتنامية كمركز عالمي للابتكار وريادة الأعمال، تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة النهائيات العالمية لمسابقة كأس العالم لريادة الأعمال. وقد انطلقت المرحلة النهائية من المسابقة بوصول 250 مشروعًا رياديًا، يمثلون 81 دولة من مختلف أنحاء العالم، إلى المعسكر التدريبي الافتراضي الذي يعد بوابة التأهل إلى النهائيات الكبرى.
إقبال قياسي يعكس مكانة ريادة الأعمال
شهدت المسابقة هذا العام إقبالاً غير مسبوق، حيث تقدمت أكثر من 10 آلاف منشأة من 169 دولة حول العالم، وهو ما يمثل تضاعفاً في عدد المشاركات مقارنة بالعام الماضي. ويعكس هذا الإقبال الكبير ثقة مجتمع ريادة الأعمال العالمي في المسابقة، ويسلط الضوء على أهمية الفرص التي توفرها للمشاركين.
وتوزعت المشاريع المتأهلة إلى المعسكر التدريبي بشكل يعكس النضج المتزايد لمنظومة الابتكار، حيث جاءت 9% منها في مرحلة الفكرة، بينما شكلت المشاريع في المرحلة الأولية 51%، وفي مرحلة النمو 40%. ومن اللافت للنظر بروز مشاركة نوعية من المشاريع المتخصصة في تقنيات الفضاء، التي مثّلت 12% من إجمالي المشاريع المتأهلة، في إشارة إلى اتساع نطاق الابتكار ليشمل قطاعات جديدة وواعدة.
برنامج تدريبي مكثف في قلب منظومة ريادة الأعمال السعودية
يُقام المعسكر التدريبي الافتراضي للمشاريع المتأهلة بالتعاون مع جامعة “إيسادي رامون لول”، وهي إحدى الجامعات العالمية الرائدة في مجال ريادة الأعمال. ويقدم البرنامج جلسات نظرية وتطبيقية تمتد على مدار ثلاثة أيام، بواقع خمس ساعات يوميًا، بالإضافة إلى 20 ورشة عمل متخصصة في مجالات متعددة.
ويتيح البرنامج للمشاركين فرصة قيمة للتعرف على المنظومة السعودية، من خلال اللقاء المباشر مع أكثر من 5 مستثمرين محليين وعالميين، والربط مع 9 جهات من المنظومة في المملكة، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة أمام هذه المشاريع للنمو والتوسع.
نهائيات الرياض.. تتويج للابتكار وجوائز ضخمة
من المقرر أن تستضيف العاصمة الرياض النهائيات العالمية للمسابقة، التي ستشهد تأهل 100 مشروع فقط من بين المشاركين في المعسكر التدريبي. وستقام النهائيات في ملتقى “بيبان”، الذي تنظمه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”، بالشراكة مع مؤسسة محمد بن سلمان “مسك” والشبكة العالمية لريادة الأعمال (GEN).
ويُعدُّ كأس العالم أكبر مسابقة دولية من نوعها، وتقدم للمشاركين جوائز مالية تتجاوز 1.5 مليون دولار، بالإضافة إلى فرص استثمارية وشراكات استراتيجية مع أكثر من 64 شريكًا عالميًا. وتؤكد استضافة المملكة لهذه البطولة التزامها المستمر بتمكين رواد الأعمال وتوفير بيئة محفزة لتسريع نمو مشاريعهم وتوسيع حضورهم الدولي، مما يعزز مكانة الرياض كوجهة رائدة للابتكار على الصعيد العالمي.