سجّلت أسعار الذهب في السوق المصرية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، إذ ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 بنحو 35 جنيهًا، ليغلق عند 4900 جنيه للجرام، مقابل 4865 جنيهًا في بداية الأسبوع، محققًا نسبة زيادة تقدر بـ 0.7%، وفقًا لبيانات منصة “آي صاغة” المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
أسعار الذهب.. صعود بدعم من الأسواق العالمية
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن السوق المحلي تأثر بشكل مباشر بصعود الأسعار عالميًا، حيث قفزت أوقية الذهب بنحو 56 دولارًا خلال الأسبوع، مدفوعةً بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة في ظل تصاعد المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية عالميًا. وأضاف أن أسعار الأوقية ارتفعت من 3587 دولارًا إلى مستوى تاريخي غير مسبوق بلغ 3675 دولارًا يوم 9 سبتمبر، قبل أن تغلق عند 3643 دولارًا، مسجلة زيادة بنسبة 1.6% على أساس أسبوعي.
أسعار الذهب المختلفة في السوق المحلي
-
عيار 24: سجل 5600 جنيه للجرام
-
عيار 18: بلغ 4200 جنيه للجرام
-
عيار 14: وصل إلى 3267 جنيهًا للجرام
-
الجنيه الذهب: استقر عند 39200 جنيه
سعر الدولار.. العامل الحاسم في تسعير الذهب محليًا
وأشار إمبابي إلى أن استقرار سعر صرف الدولار في السوق المحلية عند مستوى 48 جنيهًا يمثل “الخيط الرفيع” الذي يربط بين السوق المحلي وتقلبات الأسعار عالميًا. وأوضح أن أي تغيير طفيف في سعر الدولار قد يؤدي إلى قفزات كبيرة في أسعار الذهب، مما يجعل السوق سريع التفاعل سواء في اتجاه الصعود أو الهبوط، بحسب تحركات العملة الأمريكية.
ركود في السوق المحلي رغم الارتفاعات
ولفت إمبابي إلى أن سوق الذهب المحلي يعاني من ركود نسبي في حركة التداول، نتيجة ضعف السيولة لدى تجار التجزئة، وزيادة عمليات إعادة البيع، مما أدى إلى تباطؤ في النشاط على الرغم من الارتفاع المستمر في الأسعار.
أسعار الذهب والعوامل الخارجية
على الصعيد الدولي، ساهمت البيانات السلبية من سوق العمل الأمريكي، بما في ذلك فقدان أكثر من 911 ألف وظيفة وارتفاع طلبات إعانة البطالة لأعلى مستوياتها منذ أربع سنوات، في تعزيز التوقعات بخفض أسعار الفائدة. وبحسب إمبابي، فإن احتمالات خفض الفيدرالي الأمريكي للفائدة في اجتماعه القادم يوم 17 سبتمبر ارتفعت إلى 91% بواقع 25 نقطة أساس، وسط سيناريوهات محتملة لخفض أكبر قد يصل إلى 50 نقطة أساس.
الذهب في مرمى قرارات الفيدرالي الأمريكي
مع اقتراب اجتماع الفيدرالي الأمريكي المرتقب، تترقب الأسواق بحذر بالغ القرار الحاسم بشأن أسعار الفائدة. ويؤكد الخبراء أن أي خفض في الفائدة قد يؤدي إلى موجة صعود جديدة لأسعار الذهب عالميًا، بينما قد يُبقي القرار على الفائدة دون تغيير الأسواق في حالة ترقب وانتظار.
توترات سياسية تدعم الذهب كملاذ آمن
ورغم ارتفاع عوائد السندات الأمريكية، لا يزال الذهب يحتفظ بجاذبيته، مدعومًا بالتوترات السياسية، وخاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن روسيا وتهديده بفرض عقوبات أشد، وهو ما زاد من توجه المستثمرين إلى الذهب كأصل تحوطي.
التوقعات المستقبلية
توقعت مؤسسات مالية عالمية كـ دويتشه بنك استمرار دورة التيسير النقدي حتى نهاية 2025، على أن تتراجع الفائدة إلى ما بين 3.50% و3.75% بحلول 2026، وهو ما قد يعزز أكثر من قوة الذهب في الأسواق العالمية.
إقرأ أيضا: وزير الري المصري يبحث مع البنك الدولي تعزيز التعاون في إدارة المياه والتحول نحو “الري 2.0”
لسماع المقالة صوتيا اضغط هنا