أظهر مسح اقتصادي أن نشاط الأعمال في منطقة اليورو سجل نموًا هو الأسرع منذ 16 شهرًا خلال سبتمبر 2025، غير أن الطلبيات الجديدة شهدت حالة من الركود بعد انتعاش مؤقت في أغسطس، ما يثير تساؤلات حول قدرة التكتل الأوروبي على الحفاظ على وتيرة النمو الحالية.
مؤشر مديري المشتريات يسجل 51.2 نقطة
ووفقًا لبيانات بنك هامبورغ التجاري بالتعاون مع مؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال، ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب (PMI) لمنطقة اليورو إلى 51.2 نقطة في سبتمبر مقابل 51 نقطة في أغسطس، ليمثل بذلك الشهر التاسع على التوالي من النمو.
وكانت توقعات استطلاع لرويترز قد أشارت إلى تسجيل 51.1 نقطة، وهو ما يعني أن البيانات جاءت أعلى قليلًا من التقديرات، ويُعد تسجيل المؤشر فوق مستوى 50 نقطة إشارة إلى نمو النشاط الاقتصادي، في حين أن أي قراءة أقل تعكس حالة من الانكماش.
غياب الزخم الحقيقي
وقال سايروس دي لا روبيا، كبير الخبراء الاقتصاديين في البنك، إن النتائج تؤكد بقاء منطقة اليورو على مسار النمو، “لكننا ما زلنا بعيدين عن رؤية أي زخم اقتصادي حقيقي يمكن أن يعزز هذا المسار”.
وقد تراجع المؤشر الفرعي للطلبيات الجديدة من 50.3 نقطة إلى 50 نقطة، ما يعكس توقف النمو في هذا الجانب بعد تحسن محدود في الشهر السابق.
تباين بين ألمانيا وفرنسا
وسلط المسح الضوء على اختلاف واضح بين أكبر اقتصادين في الاتحاد الأوروبي:
-
ألمانيا: سجلت نموا قويًا في نشاط الأعمال، بأسرع وتيرة منذ مايو 2023، وهو ما يعكس تعافيًا في الصناعات والخدمات.
-
فرنسا: واصلت الانكماش للشهر الثالث عشر على التوالي، بل وتزايدت وتيرة التراجع لتصل إلى المستوى الأكثر حدة منذ أبريل الماضي.
هذا التباين يعكس هشاشة النمو في التكتل، حيث ما تزال اقتصادات جنوب ووسط أوروبا أكثر عرضة للتباطؤ مقارنة بالاقتصاد الألماني الذي يقود النمو حاليًا.
مخاوف بشأن استدامة النمو
ويرى محللون أن استمرار ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ الطلب العالمي قد يشكلا عقبتين أمام استمرار الزخم في منطقة اليورو خلال الأشهر المقبلة، ما يضع البنك المركزي الأوروبي أمام معضلة بين دعم النمو وكبح التضخم.
إقرأ أيضا: «الإحصائي الخليجي»: 3.5 تريليون دولار أصول البنوك التجارية بدول مجلس التعاون
لسماع المقالة صوتيا اضغط هنا