معدل البطالة بين السعوديين يرتفع إلى 6.8% في الربع الثاني مع تراجع المشاركة

 كشفت تقديرات مسح القوى العاملة الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء في السعودية اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع في معدل البطالة للسعوديين خلال الربع الثاني من عام 2025. وبلغ معدل البطالة بين السعوديين 6.8%، مسجلاً بذلك زيادة قدرها 0.5 نقطة مئوية مقارنة بالربع الأول من العام نفسه (6.3%)، الذي كان قد سجل أدنى معدل تاريخي للبطالة في المملكة.

ويأتي هذا الارتفاع الطفيف بعد أن حققت المملكة مستهدف رؤية 2030 لخفض معدل البطالة بين السعوديين إلى أقل من 7%، حيث أن المعدل الحالي (6.8%) يظل ثاني أدنى معدل تاريخي يتم تسجيله على الإطلاق، ويشير إلى استمرار الضغوط على سوق العمل بالرغم من الإصلاحات الاقتصادية المستمرة. وعلى الصعيد السنوي، سجل المعدل انخفاضاً قدره 0.3 نقطة مئوية مقارنة بالربع الثاني من عام 2024.

 

تحليل معدل البطالة الإجمالي ومشاركة القوى العاملة

 

بالنظر إلى المعدل لإجمالي في المملكة (للسعوديين وغير السعوديين)، فقد بلغ 3.2% في الربع الثاني من عام 2025. هذا المعدل يمثل ارتفاعاً بمقدار 0.4 نقطة مئوية مقارنة بالربع الأول من العام الجاري، إلا أنه يسجل انخفاضاً طفيفاً سنوياً بمقدار 0.1 نقطة مئوية مقارنة بالربع الثاني من عام 2024.

وفيما يتعلق بنشاط سوق العمل السعودي، أظهرت الإحصائيات تراجعاً في معدل المشاركة في القوى العاملة الإجمالي، والذي يعكس نسبة السكان القادرين والراغبين في العمل:

  • معدل المشاركة الإجمالي: بلغ 67.1%، بانخفاض مقداره 1.1 نقطة مئوية مقارنة بالربع الأول من 2025. ومع ذلك، سجل ارتفاعاً سنوياً بمقدار 0.9 نقطة مئوية مقارنة بالربع الثاني من عام 2024.

 

تراجع ملحوظ في معدل البطالة المشاركة

 

أظهرت البيانات أن ارتفاع البطالة بين السعوديين جاء مصحوباً بـ تراجع ملحوظ في معدل مشاركتهم في القوى العاملة، وهو مؤشر قد يثير تساؤلات حول ديناميكيات البحث عن العمل والتوظيف في الربع الثاني:

  • معدل المشاركة للسعوديين في القوى العاملة: انخفض بمقدار 2.1 نقطة مئوية مقارنة بالربع الأول من 2025 ليبلغ 49.2%. كما سجل انخفاضاً سنوياً بمقدار 1.6 نقطة مئوية مقارنة بالربع الثاني من 2024.
  • معدل المشتغلين السعوديين إلى السكان: انخفض هذا المعدل بمقدار 2.1 نقطة مئوية مقارنة بالربع الأول من العام ليبلغ 45.9%، مسجلاً أيضاً انخفاضاً سنوياً بمقدار 1.3 نقطة مئوية.

يُشير التراجع المتزامن في كل من معدل مشاركة السعوديين في القوى العاملة ومعدل المشتغلين منهم إلى سحب بعض الأفراد من السوق سواء بحثاً عن عمل أو انخراطاً فيه، مما قد يعكس عوامل موسمية أو تحولات هيكلية في التفضيلات المهنية أو الفرص المتاحة. ويؤكد هذا الارتفاع في معدل البطالة الحاجة المستمرة لضخ المزيد من الاستثمارات في خلق فرص عمل نوعية ضمن القطاع الخاص، وهو الركيزة الأساسية لـ التوطين في إطار رؤية 2030.

إن استمرار بقاء معدل البطالة تحت سقف 7% يُعتبر إنجازاً هيكلياً يعكس نجاح الإصلاحات الهادفة إلى تمكين المواطنين من الحصول على وظائف، لكن البيانات الأخيرة تشير إلى أن تحقيق مزيد من الانخفاض يتطلب جهوداً إضافية لمعالجة الأسباب الكامنة وراء تراجع معدلات المشاركة الفعالة للسكان السعوديين في سوق العمل.

ما هي القطاعات الاقتصادية التي يُتوقع أن تكون الأكثر تأثيراً في خفض معدل البطالة بين السعوديين خلال النصف الثاني من عام 2025؟

إقرأ أيضا: صندوق النقد: لم نوصِ مصر برفع أسعار الوقود.. لكن الحكومة أقرت بضرورته لتخفيف العبء عن الاقتصاد 

لسماع المقالة صوتيااضغط هنا