يواصل صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، تعزيز حضوره في أسواق التمويل المستدام، حيث أعلنت خدمة “آي.إف.آر” (IFR) لأخبار أدوات الدخل الثابت اليوم الثلاثاء أن الصندوق جذب طلبات بأكثر من 6.5 مليار يورو على إصدار سندات خضراء مقومة باليورو ومقسمة على شريحتين.
يُعد هذا الإصدار هو الأول للصندوق من السندات الخضراء المقومة باليورو، ويأتي ليمثل الإصدار الرابع للصندوق هذا العام من أدوات الدخل الثابت بالأسواق العالمية، بعد أن جمع الصندوق 7.250 مليار دولار من إصدارات الصكوك والسندات الدولارية منذ بداية عام 2025.
صندوق الاستثمارات .. وتفاصيل التسعير والطلبات
يشير حجم الطلبات القياسي إلى قوة ثقة المستثمرين الدوليين في استراتيجية التمويل المستدام للصندوق. وقد حدد صندوق (PIF) سعراً استرشادياً أولياً للإصدار في وقت سابق من اليوم، على النحو التالي:
- السندات لأجل 7 سنوات: تم تحديد السعر الاسترشادي الأولي عند 125 نقطة أساس فوق متوسط أسعار مبادلة الفائدة الثابتة والمتغيرة.
- السندات لأجل 3 سنوات: تم تحديد السعر الاسترشادي الأولي في نطاق يتراوح بين 90 إلى 95 نقطة أساس فوق نفس المعيار.
ويُتوقع أن يتم التسعير النهائي للإصدار في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، وفقاً لخدمة “آي.إف.آف”. وكُلِّفَت بنوك كريدي أغريكول، وجيه بي مورغان، وسوسيتيه جنرال كمنسقين للطرح.
صندوق الاستثمارات .. تمويل المشاريع المستدامة
تعتبر السندات الخضراء أدوات مالية تُصدر لجمع الأموال حصرياً لتمويل مشاريع ذات فوائد بيئية ومناخية إيجابية. وتشمل المشاريع التي يمولها هذا النوع من السندات مجالات حيوية مثل الطاقة المتجددة، كفاءة استخدام الطاقة، النقل المستدام، إدارة النفايات، وإدارة المياه. وتخضع هذه السندات لـ مبادئ ومعايير دولية لضمان الشفافية في استخدام العائدات وتأثير المشاريع على البيئة.
يُذكر أن صندوق الاستثمارات العامة كان رائداً في المنطقة، حيث قام بأول إصدار من السندات الخضراء في أكتوبر 2022، وكان الأول من نوعه للصناديق السيادية العالمية، وشمل سندات خضراء تُصدر لأول مرة لمئة عام. كما أتم الصندوق إصداره الثاني في فبراير 2023، الذي بلغت محصلاته 5.5 مليار دولار، وتجاوزت طلبات الاكتتاب فيه 6 أضعاف إجمالي الإصدار بقيمة إجمالية تجاوزت 33 مليار دولار.
ما هي الدلالات الاستراتيجية لتوجه صندوق الاستثمارات العامة لإصدار سندات خضراء باليورو بدلاً من الدولار، وهل يشير ذلك إلى توجه جديد لتنويع قاعدة المستثمرين؟