بالأرقام.. البحرين مركز إقليمي متنامٍ لريادة الأعمال والابتكار في قلب الخليج

تتصدر مملكة البحرين مشهد ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بفضل استراتيجية واضحة ومُحفزة. لم تعد البحرين مجرد وجهة استثمارية، بل أصبحت بيئة حاضنة للشركات الناشئة، مدعومةً بإطار تنظيمي مرن، وموقع استراتيجي، ودعم حكومي يُترجم إلى أرقام وإحصائيات قوية تعكس النمو المتسارع في هذا القطاع الحيوي.

بيئة داعمة تُترجم إلى نمو ملموس

تُعد البحرين نموذجًا يحتذى به في خلق بيئة أعمال مواتية لريادة الأعمال، وتُظهر الأرقام هذا التقدم بوضوح:

  • سهولة تأسيس الشركات: تتميز البحرين بكونها من الأسرع خليجيًا في إجراءات تأسيس الشركات. تُشير تقارير عالمية إلى أن متوسط زمن تأسيس شركة في البحرين لا يتجاوز يومين إلى ثلاثة أيام عمل في العديد من القطاعات، مما يقلل من العوائق البيروقراطية أمام رواد الأعمال.
  • تكاليف تشغيل تنافسية: تُقدم البحرين تكاليف تشغيلية للشركات الناشئة أقل بنسبة 20-30% مقارنة ببعض المراكز الإقليمية الكبرى، ما يجعلها خيارًا اقتصاديًا جذابًا.
  • البيئة الرقابية التجريبية (Regulatory Sandbox): البحرين هي أول دولة في الشرق الأوسط تطلق هذه البيئة في عام 2017، وقد اجتذبت منذ إطلاقها أكثر من 30 شركة FinTech ناشئة للاختبار والنمو في بيئة تنظيمية آمنة ومُشجعة.
  • دعم “تمكين”: صندوق العمل “تمكين” ضخ ملايين الدنانير البحرينية في برامج دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال. ففي عام 2024 وحده، دعم “تمكين” أكثر من 3,000 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، مقدمًا تمويلاً وتدريبًا مكثفًا يغطي جوانب متعددة مثل النمو، الإنتاجية، والابتكار.

قطاعات واعدة تُقود الابتكار بالأرقام

تُركز البحرين على قطاعات حيوية تشهد نموًا ملحوظًا، مدفوعة بالابتكار والاستثمار:

  • التكنولوجيا المالية (FinTech): استثمارات رأس المال الجريء في قطاع التكنولوجيا المالية شهدت نموًا سنويًا يتجاوز 40% في البحرين خلال السنوات الثلاث الماضية. يُقدر عدد شركات الفينتك الناشئة العاملة أو المختبرة في المملكة بـأكثر من 50 شركة حتى منتصف 2025.
  • الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: تجاوز حجم سوق الاتصالات وتقنية المعلومات في البحرين 1.2 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مع توقعات بنمو مستمر، مما يوفر فرصًا ضخمة للشركات الناشئة في مجالات الحوسبة السحابية، الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي.
  • السياحة والترفيه: تهدف البحرين إلى استقبال أكثر من 14 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2026. هذا الهدف يُشكل حافزًا كبيرًا لنمو شركات ناشئة في قطاعات الضيافة الرقمية، ومنصات حجز الفعاليات، وتطوير التجارب السياحية المبتكرة.
  • الخدمات اللوجستية: كونها مركزًا إقليميًا للخدمات اللوجستية، تُسهم البنية التحتية المتطورة للموانئ والمطارات في جذب استثمارات ضخمة للشركات الناشئة في مجال التوصيل السريع، سلاسل الإمداد الذكية، والتجارة الإلكترونية.

رأس المال الجريء: داعم رئيسي للنمو

شهدت البحرين نموًا ملحوظًا في تدفقات رأس المال الجريء، مما يعكس ثقة المستثمرين في بيئتها الريادية:

  • صندوق “الواحة فنتك”: الذي أطلقه بنك البحرين للتنمية بالشراكة مع آخرين، يُعد من أبرز صناديق رأس المال الجريء الداعمة لشركات التكنولوجيا المالية في المنطقة، ويُساهم في سد الفجوة التمويلية للشركات الناشئة.
  • الاستثمارات الإقليمية والدولية: تستقطب الشركات الناشئة البحرينية استثمارات من صناديق رأس المال الجريء الإقليمية والدولية التي ترى فيها فرص نمو واعدة.

المستقبل: ابتكار متواصل وشراكات عالمية

تُواصل البحرين تعزيز مكانتها كوجهة رائدة لريادة الأعمال من خلال:

  • تطوير المواهب المحلية: الاستثمار في برامج التعليم والتدريب المتخصصة لضمان توفر الكفاءات المحلية المؤهلة لقيادة قطاعات المستقبل.
  • الشراكات الدولية: بناء جسور التعاون مع مراكز الابتكار العالمية لتبادل الخبرات وجذب أفضل الممارسات.
  • استقطاب الاستثمارات النوعية: التركيز على جذب الاستثمارات التي تُسهم في بناء اقتصاد معرفي متنوع ومستدام.

تُقدم الأرقام والجهود الحكومية في البحرين دليلاً قاطعًا على تحولها إلى مركز ريادي حيوي، ليس فقط للمملكة ولكن للمنطقة ككل، مما يُعزز دورها كبوابة مثالية للشركات الناشئة التي تطمح للنمو والتوسع في سوق الخليج الواعد.

إقرأ أيضا: راية القابضة تختتم النسخة الثالثة من “Raya FutureTECH” لدعم الابتكار وريادة الأعمال في مصر 

لسماع المقالة صوتيا اضغط هنا