“فيتش” تتوقع نمو مبيعات الأدوية في مصر إلى 5.7 مليار دولار في 2025: رهان على الاكتفاء الذاتي والتكامل الإقليمي

في تطور يعكس الأهمية المتزايدة لقطاع الدواء في مصر، أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أن التوقعات تشير إلى نمو مبيعات الأدوية في مصر من 5.1 مليار دولار في عام 2024 إلى 5.7 مليار دولار في عام 2025، وذلك وفقًا لمؤسسة “فيتش” العالمية المتخصصة في التصنيف الائتماني والتحليلات الاقتصادية. هذه الأرقام تعزز من مكانة سوق الدواء المصري كواحد من الأسواق الواعدة في المنطقة.

 

توقعات نمو مستمر للسوق المصري وإنفاق الفرد على الدواء

لفت المركز إلى أن قيمة سوق الدواء المصري من المتوقع أن تبلغ 6.8 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6%. وبحلول عام 2034، سترتفع قيمة السوق إلى 7.8 مليار دولار، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.3%، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

جاءت هذه التوقعات ضمن تحليل شامل أصدره مركز المعلومات، تناول من خلاله الاتجاهات العالمية لسوق الدواء، وعددًا من التجارب الدولية في هذه الصناعة، بالإضافة إلى أهم السياسات والإصلاحات التي قامت بها، والفرص والشراكات المحلية للنهوض بقطاع الدواء.

وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن يظل نصيب الفرد من الإنفاق الدوائي مستقرًا بشكل نسبي، ليرتفع بشكل معتدل من 44.6 دولار في عام 2024 إلى 58.8 دولار بحلول عام 2034. ويعزى ذلك إلى التعديلات الحكومية المستمرة على التسعير، بهدف ضبط الإنفاق الإجمالي وضمان استدامة الخدمات الصحية.

 

النهوض بقطاع الدواء: أولوية استراتيجية للدولة المصرية

لفت مركز المعلومات إلى أن النهوض بقطاع الدواء يشكل أولوية استراتيجية للدولة المصرية، ليس فقط لضمان الصحة العامة للمواطنين، بل أيضًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواء وتقليل الاعتماد على الواردات.

وبين المركز أن أبرز جهود الدولة في هذا القطاع تمثلت في إنشاء مدينة الدواء “جيبتو فارما”، والتي تُعَد أحد أهم المشروعات القومية التي سعت الدولة إلى تنفيذها. تهدف هذه المدينة المتكاملة إلى توفير علاج دوائي آمن، وفعّال، وعالي الجودة، وتعزيز الأمن الدوائي للبلاد، والحد من الممارسات الاحتكارية في السوق.

كما لفت مركز المعلومات إلى حصول مصر على عضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الإفريقية، ممثلة عن إقليم الساحل والصحراء. وتُعد هذه العضوية خطوة هامة لتعزيز تكامل قطاع الأدوية الإفريقي، وتسهيل نفاذ الأدوية المصرية إلى الأسواق في القارة الإفريقية، مما يفتح آفاقًا جديدة للتصدير والتعاون الإقليمي.

 

نظرة على سوق الدواء العالمي والأسواق الناشئة

أشار التحليل إلى أن قيمة مبيعات الأدوية بسوق الدواء عالميًا بلغت نحو 1.4 تريليون دولار في عام 2023. وتُعد سوق أمريكا الشمالية، التي تشمل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، الأكبر عالميًا بحصة بلغت 53.3%. تليها أسواق أوروبا والصين واليابان وأمريكا اللاتينية بحصص بلغت 22.7% و7.5% و4.3% و4.2% على التوالي.

ووفقًا لمؤسسة “فيتش”، من المتوقع أن تصل مبيعات الأدوية عالميًا إلى نحو 1.7 تريليون دولار في عام 2025، بمعدل نمو سنوي 5.3% مقارنة بعام 2024. ورغم أن الأسواق المتقدمة ستظل تستحوذ على الحصة الكبرى من هذه المبيعات بنسبة 64%، إلا أن التقرير يؤكد أن الأسواق الناشئة ستتفوق عليها من حيث سرعة النمو، حيث ستسجل نموًا بنسبة 6.3% في 2025، مقارنة بـ 4.4% في الأسواق المتقدمة، مما يعكس ازدياد أهميتها في سوق الدواء العالمية.

وبحلول عام 2028، من المتوقع أن يصل حجم سوق الدواء في الشرق الأوسط إلى 36 مليار دولار، وفي إفريقيا إلى 28 مليار دولار.

أكد التحليل في ختامه أن قطاع الدواء سيظل من أهم الركائز التي يقوم عليها النظام الصحي في أي دولة، ليس فقط لدوره العلاجي، بل أيضًا لأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والبحثية. وقد أثبتت التحديات العالمية، مثل جائحة كوفيد-19، أن الاستثمار في هذا القطاع لم يَعُد خيارًا، بل ضرورة وطنية لتعزيز الأمن الصحي والاستعداد لمواجهة الأزمات المستقبلية.

إقرأ أيضا: مصر مركزًا عالميًا للمنسوجات: “كريستال مارتن” تبحث إنشاء مصنع ضخم يوفر 4 آلاف وظيفة 

لسماع المقالة صوتيا اضغط هنا