تيك توك يستبدل البشر بالذكاء الاصطناعي: تسريح المئات من موظفي الإشراف في بريطانيا وآسيا

 في خطوة تعكس التحولات الجذرية في استراتيجية منصات التواصل الاجتماعي لمراقبة المحتوى، تخطط شركة “تيك توك” لمقاطع الفيديو القصيرة لتسريح مئات من موظفيها في المملكة المتحدة الذين يتولون مسؤولية الإشراف على المحتوى.

وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة أكبر لإعادة الهيكلة، تهدف إلى نقل العمليات إلى مكاتب أخرى في أوروبا، مع الاعتماد بشكل متزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ووفقًا لمتحدث باسم الشركة، فإن هذه الإجراءات تهدف إلى “تقوية نموذجنا التشغيلي العالمي للثقة والسلامة”، عبر تركيز العمليات في عدد أقل من المواقع حول العالم. وتؤثر عملية التسريح بشكل مباشر على فريق الثقة والسلامة في لندن، إضافة إلى مئات آخرين في نفس القسم في أجزاء من آسيا.

 

“تيك توك” يعتمد على الذكاء الاصطناعي لضمان سلامة المحتوى

تعتمد سياسة الإشراف على المحتوى في “تيك توك” على مزيج من الأنظمة الآلية والفرق البشرية، غير أن الشركة تؤكد أن الأنظمة الآلية، بما فيها الذكاء الاصطناعي، تقوم بحذف ما يصل إلى 85% من المنشورات التي تخالف القواعد. وتبرر الشركة هذا التوجه بأنه يساعد على تقليل تعرض المراجعين البشريين للقطات المزعجة، مما يوفر بيئة عمل أكثر حماية للموظفين.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الشركة لتعزيز كفاءة عملياتها، تواجه “تيك توك” ضغوطاً متزايدة من الهيئات التنظيمية في المملكة المتحدة. ففي شهر يوليو الماضي، دخل قانون السلامة على الإنترنت حيز التنفيذ، والذي يفرض على الشركات مسؤولية أكبر في مراقبة المحتوى، خاصةً فيما يتعلق بحماية الأطفال. وينص القانون على غرامات محتملة قد تصل إلى 10% من إجمالي الإيرادات العالمية للشركات التي لا تمتثل لمعايير السلامة.

 

الانتقادات تتزايد والشركة تدافع عن سياساتها

على الرغم من إطلاق “تيك توك” لأدوات جديدة للرقابة الأبوية في نفس الشهر، فإن المنصة لا تزال تواجه انتقادات من جهات بريطانية رسمية. ففي مارس الماضي، أطلقت الهيئة المعنية بمراقبة البيانات في بريطانيا ما وصفته بـ”تحقيق رئيسي” حول الشركة، متهمة إياها بعدم بذل جهود كافية لحماية الأطفال من المحتوى غير اللائق.

في المقابل، تؤكد “تيك توك” أن أنظمتها التكنولوجية وأنظمة التوصية الخاصة بها تعمل “بموجب تدابير صارمة وشاملة تحمي خصوصية وسلامة المراهقين”، مما يشير إلى أن الشركة واثقة من قدرة تقنياتها على مواجهة التحديات التنظيمية. ومع ذلك، يثير قرار تسريح الموظفين تساؤلات حول ما إذا كان الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي سيتمكن من توفير مستوى الأمان نفسه الذي يقدمه الإشراف البشري.

إقرأ أيضا: قفزة استثنائية: “شات جي بي تي” يحقق 1.35 مليار دولار إيرادات من تطبيقات الهواتف الذكية في 7 أشهر